حادثة لم تكن قريبة الوقوع
ولكن أثرها يمتد امتداد عمري
الذي ينتظرنا ..
هي مجموعة خواطر تصور ذلك الحدث ووقائعة
لنعيشها بصدق ..
أسأل الله أن يكتب لها الأثر المحمود
الذي
يأخذ بأيدينا للجد
والعمل وإغتنام العمر والوقت
كان كل شيء يبدو بارداً برودة جسدها
الذي فارق الحياة
والصمت ممتداً على الأرفف
ودواليب هنا وهناك
وأنابيب الماء التي تعلو
سرير حجري
وألواح تحول بين جسد الميت
وقاع ذلك السرير
وقطع من القماش بيضاااء
تنتظر الخروج لتلتحف التراب
ويلفها الظلام
ورائحة السدروالكافور والحنوط
سيطرت على كل ذرة هواء
في ذلك المكان وشعرت بها تملأ صدري
فقد تنفست الصعداء بإسراف
من هول المكان ووحشته
هدوء في كل شيء وضجيج الألم يعبث في صدري
وحزن تمكن من كياني
حتى حطم جدران صبري وكدت أسقط أرضاً
ورعشة تأخذني بين حين وآخر
كلما تذكرت أنني سأدخل المكان
جسداً هامدا لا حراك فيه
تأملته في سكون لا يقطعه غير حوقلةٌ وتهليل
اسمعها من أمي فكلما وقع نظرها على شيء من لوازم تغسيل
وتكفين الميت أشارت إليه لتشرح لي موضع استعماله وكيفيته
لقد كان دخول المغسلة بالنسبة لي سلسلة من الدروس والمحاضرات
جلسنا بين صمت المكان وحديث النفس والقلب
ما يقارب الساعة... بعدهاسمعت صوت السيارة
التي سبقناها إلى المكان كي نستقبل جسد الغالية
فقد وعدناها أن نقوم على غسلها وتكفينها
وإعدادها لأول منازل الآخرة ..
منقووووووووول