أخواتي الحبيبات
يارياحين الإسلام ..
يا حفيدات خديجة وعائشة ونسيبة والرميصاء ..
أسعد الله أوقاتكن بكل خير ..
أختي الغالية .. لقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة ، فقد لقيت المرأة من التشريع الإسلامي عناية فائقة ، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، ينظر الناس إلى الإسلام في شخصها .
فيجب عليها الالتزام بكل ما يرضي ربها ويحفظ للإسلام بهاءه ، فهي قدوة لغيرها وداعية بسلوكها .
ولذا أخيتي .. كي تحافظي على دينك وتُرغبي فيه غيرك ، عليك بإتباع السلوك المثالي الذي يدعو له دين الإسلام .
وهذه بعض سلوكياته :
1. سلوكك مع الله وإخلاص العمل له .
2. سلوكك مع نفسك .
3. سلوكك في الطريق .
4. سلوكك في الكلام .
5. سلوكك في المناسبات .
6. سلوكك في المواصلات .
7. سلوكك كوضع اجتماعي .
8. سلوكك كزوجة .
9. سلوكك مع أهلك .
10. سلوكك مع أقارب زوجك .
11. سلوكك مع الأولاد .
12. سلوكك في بيتك .
13. سلوكك مع الجيران .
14. سلوكك مع الناس .
15. كوني قدوة لغيرك .
16. الاستزادة من العلم والاطلاع .
حبيباتي في الرحمن نريد أن نحول هذ الكلمات إلى واقع عملي وليس مجرد القراءة والإطلاع
فعندما يراكِ الناس ويتعاملون معكِ يقولون :
هـذا هــو الإســــــــــــــلام .. هـذا هــو الإســـــــــــــلام
وسأتحدث بإذن الله تعالى عن كل نقطة
أولاً : سلوكك مع الله :
*****************
يجب عليكِ أختي المسلمة أن تؤمني الله إيماناً صحيحاً لا يخالطه شرك ولا تؤثر فيه دعاوي التضليل الخبيثة . وهذا يعني أن تصدقي بوجود الله تبارك وتعالى وأنه – عز وجل – فاطر السماوات والأرض وخالق كل شئ ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شئ ومليكه ، لا إلا إلا هو ، ولا رب غيره وأنه جل وعلا موصوف بكل كمال ، ومنزه عن كل نقص ، ليس كمثله شئ .
وأن تعبديه بكل صور العبادة التي شرعها لنا كما أراد وكيفما شاء . مستعينة بهداية الله تعالى أولاً ، ثم الأدلة النقلية من الكتاب والسنة ، والأدلة العقلية المتلخصة في التفكر ، والنظر في صنعة الخالق في الكون .
قال تعالى : ( إن ربكم الله إلي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) .
أخلصي العمل لله
**************
وهو أن تعملي العمل الصالح من عبادات وغيرها ابتغاء وجه الله وطلباً لرضاه ، وطمعاً فيما عنده من الثواب .
قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
وقال تعالى : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين ) .
واعلمي أن الله لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصاً لوجهه ، لا تشوبه شائبة من رياء أو سمعة ، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيره فهو للذي أشرك وهو - سبحانه - برئ منه ، وقد خاب وخسر من لم يخلص العمل والنية لله ، وحبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين ..
فأصلحي نيتك في كل عمل تؤدينه لينالك ثواب الله وبركته ، وتكوني من الفائزات في الدنيا والآخرة .
_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_
سلوكك مع نفسك
أختي المسلمة .. إن أعضاء بدنك مسخرة لكِ لتتمكني من عبادة ربك فاجعليها لما خُلقت له ولا تستخدميها فيما يغضب خالقها واعلمي أنك مسئولة عن أعضاء بدنك يوم القيامة قال تعالى :
( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )
احفظي اللسان عن كل عن كل ما يغضب الله كالكذب والسب واللعن والغيبة والنميمة والخضوع بالقول .....
وداومي على ذكر الله في كل حال واقرئي القرأن وتكلمي بالخير كالنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذبي الألفاظ فلا تتحدثي إلا بالألفاظ الإسلامية مقتدية بالقرآن والسنة النبوية .
احفظي البصر :
احفظي بصرك عن النظر المحرم لنهي الله عن النظرة المحرمة ، فالنظرة مسموم من سهام إبليس ، فلا تنظري إلى رجل أجنبي تجنباً للفتنة فليس في جسم الإنسان حاسة هي أقوى من البصر تحريكاً للشهوة .
قال تعالى : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) .
احفظي السمع :
أنت مسئولة عن سمعك فاحفظي السمع عن كل ما يغضب الله مثل الغيبة والنميمة ، فابتعدي عن مجالس اللغو والمعصية ، فسماعك للمعصية إقراراً لها وأنت والمتحدثة سواء في الإثم .
قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) .
وقال تعالى : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
احفظي العقل :
احفظي عقلك عن التفكير في المعصية أو في الإيذاء واجعليه يفكر في طاعة الله وعبادته ، ويتفكر في نعم الله الكثيرة علينا ، في أبداننا وفي الكون من حولنا .
قال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .
احفظي القلب :
قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) .احفظي قلبك من الشرور والأحقاد ومن الغل والحسد ، واحفظيه من أن يهوي في حرام ، واجعلي قلبك خاشعاً محباً لله وللخير . فالقلب هو القائد الذي يقود البدن كله للخير أو الشر .
احفظي الفرج :
احفظي الفرج عن الفاحشة وتحصني بالتقوى والعفاف بالحلال
أو الصيام والكف عن مثيرات الغرائز والشهوات .
قال تعالى : ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )
احفظي اليد :
واحفظي الرجل عن المشي في الحرام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كتب على ابن آدم حظه من الزنى مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " حديث صحيح
تجملي بالحياء :
تجملي بالحياء فهو شعبة من الإيمان ، ولا يتخيل امرأة بغير حياء .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " . حديث صحيح
سلوكك في الطريق :
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
والتقوى تشمل كل حياة المسلم والمسلمة لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " .
فللطريق آداب لا بد من اتباعها حتى تكوني قدوة بسلوكك ، فاتقي الله في الطريق وذلك باتباع الآتي :
1. استئذان الولي قبل الخروج سواء كان أباً أو أماً أو زوجاً، وطاعة الآخير أوجب وألزم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، وإذا خرجت المرأة بغير إذن زوجها اعتبرت عاصية لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم".
وطاعة الزوج ليست تسلطاً منه، ولا امتهاناً للمرأة، وانتقاصاً لشخصيتها، إنما هي من طاعة الله تعالى والقربات إليه التي تثاب عليها ويجب أن تعتز بها.
2.ارتداء ملابس الإسلام ( وسبق أن وضحنا شروط الملبس الإسلامي الصحيح ) .
3.ذكر دعاء الخروج من البيت : "بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو اظلم، أو أجهل أو يجهل علي " فيقال لك حينئذ كفيت ووقيت وهديت، وتنحى عنك الشيطان. فيقول لشيطان آخر: كيف لك بمن قد هديت وكفيت ووقيت.
4. غض البصر
5. الكف عن الحديث ومضغ العلك ( اللبان ) .
6. المشي على جانب الطريق لا في وسطه .
7. الالتزام بالحياء والوقار وتجنب القبلات .
8. تجنب الأماكن المزدحمة .
9. الرجوع فور الانتهاء من المهمة التي تسببت في الخروج .
واعلمي أيتها الدرة المصونه أنه لا يجوز لك أن تركبي مع السائق الأجنبي- غير المحرم- والخلوة معه، فقد كال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم " ولا تكوني مثل فلانة التي تعد السائق كأنه ليس رجلاً فتقوم بتغطية وجهها عن غير محارمها من الرجال ولكنها تكشفه
للسائق، وتخرج معه متعطرة ولا تبالي بذلك، وتأخذ معه وتعطي في الحديث، وقد تركب بجانبه، بل قد يمتد الأمر إلى أن تلصق جسدها بجسده. فرحماك ربي!!
سلوكك في الزيارة والمناسبات
عند عتبة باب المزارة
[13] إذا وصلت إلى باب من تنوين زيارتها فإن للاستئذان آداباً ملخصها:
1- الاعتدال في قرع الباب دفعاً لإزعاج الناس؛ ولأن قرع الباب بشدة من أساليب الإثقال والعنف وفعل الظلمة المروعين. ذهبت امرأة إلى الإمام أحمد فدقت عليه الباب دقاً شديداً فخرج وهو يقول: "هذا دق الشرط " مستنكراً لهذا.
ولهذا كان الصحابة يقرعون أبواب النبي صلى الله عليه وسلم بالأظافير، وبعض الناس لا يحلو له الطرق ولا يرتاح إلا إذا ضرب الباب بالخمس، وعليك باستعمال المنبه الكهربائي بلطف لا بعنف وإطالة.
2- البدء بالسلام لقوله تعالى: {وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27].
3- الاستئذان ثلاث مرات، فإن أذن لك وإلا انصرفي، إن لم تكن الزيارة عن موعد لقوله تعالى:{ فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ } [النور: 28].
4- لا تنظري من ثقب الباب إلى داخل المنزل، ولا تمكني الأطفال من ذلك.
5- إذا قيل لك: من الطارق؟ فأفصحي عن اسمك أو كنيتك المشهورة بها ولا تقولي: أنا؟ فقد كرهها محمد صلى الله عليه وسلم.
6- لا تقفي تلقاء الباب بوجهك، ولكن ليكن الباب عن يمينك أو يسارك كما ورد في الحديث عند أبي داود.
[14] ينبغي لصاحبة البيت أن تظهر الفرح والسرور بزيارات الأخوات لها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه وفد أو قوم قال: "مرحباً بالوفد- أو بالقوم- غير خزايا ولا ندامى" وقالت عائشة- رضي الله عنها- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مرحباً بابنتي ". وقالت أم هانئ- رضي الله عنها- جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مرحباً بأم هانئ".
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً فهذا مبيت صالح وصديق
وقال الآخر:
وإني لطلق الوجه للمبتغي القرى وإن فنائي للقرى لرحيب
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله فيخصب عندي والمكان جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب
قيل للأوزاعي- رحمه الله-: ما إكرام الضيف؟ قال: "طلاقة الوجه، وطيب الكلام ".
وقال ابن عباس- رضي الله عنهما-: "أعز الناس علي جليسي، الذي يتخطى الناس إلي، أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق علي ".
الإثنين مايو 12, 2008 7:49 am